حكاية روان التي عذبها زوجها حتى الموت في شبرا الخيمة

هي جريمة بشعة عندما أقدم رجل على تعذيب زوجته بوحشية على مدار شهرين، قبل أن يسدد لها ثلاث طعنات قاتلة، ويترك جثتها في مسكنهما، حيث قام بتشغيل جهاز التكييف على الجثة ليمنع انبعاث الروائح، ثم توجه لشقيقته ليبلغها بجريمته قائلًا:
"قتلت مراتي.. بلغوا الشرطة".
روان.. فتاة يتيمة انتهت حياتها عي يد زوجها بوحشية
المجني عليها هي "روان ع."، فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، فقدت والديها قبل أربع سنوات، ما جعلها تواجه الحياة بمفردها. كانت تعيش في شقة مملوكة لوالدتها في أحد الأبراج السكنية بحي شبرا الخيمة، قبل أن تتزوج من المتهم "إبراهيم. ا."، وهو سائق يبلغ من العمر 40 عامًا، وله سجل جنائي حافل بالسوابق.
عاشت روان حياة غير مستقرة بعد وفاة والديها، حيث تزوجت من رجل آخر قبل إبراهيم، لكنها انفصلت عنه دون الإفصاح عن الأسباب، وظلت تقيم في منزل والدتها حتى تعرفت على زوجها الثاني، الذي كان يقطن في الطابق الـ12 من نفس البرج.
من الحب إلى القتل.. كيف تحولت حياة روان إلى جحيم؟
أستمرت حياة روان مع زوجها تسير بشكل طبيعي، حيث كان يعمل سائقًا، بينما عملت هي في محل تجاري بالمنطقة. لكن سرعان ما بدأت الخلافات تتصاعد بينهما، مما دفع روان لترك وظيفتها، وهو ما زاد من سيطرة زوجها عليها وتحكمه في حياتها.
منذ منتصف شهر مايو الماضي، بدأ إبراهيم في احتجاز زوجته داخل المنزل، وأخذ يعذبها بطرق بشعة، شملت الضرب المبرح والكي بالنار. ولم يكن تعذيبها سرًا، حيث كان الجيران يسمعون صراخها بشكل متكرر، إلا أن تهديدات الزوج وتصرفاته العنيفة جعلتهم عاجزين عن التدخل.
"بأدب مراتي.. محدش يتدخل"
كان هذا ما يردده إبراهيم كلما حاول أحد الاقتراب، ليؤكد أنه يعاقبها على أفعالها.
الشك يدفعه لقتلها.. "بتشوف الرجالة اللي بيطلعلها؟"
لم يتوقف العنف عند حدود التعذيب الجسدي، بل بدأ الزوج يشك في سلوك زوجته، وسأل حارس العقار ذات يوم:
"أنت بتشوف الرجالة اللي بيطلعو لها؟"
لكن الحارس رد عليه بحزم: "مراتك محترمة.. مفيش حد بيدخل البيت".
ومع ذلك، لم يقتنع المتهم واستمر في تعذيبها نفسيًا وجسديًا، حتى قرر التخلص منها نهائيًا.
ليلة الجريمة.. طعنات قاتلة ثم تبريد للجثة بالتكييف
في يوم الجريمة، بعد سلسلة من التعذيب، أقدم إبراهيم على تسديد ثلاث طعنات قاتلة لزوجته، ليتركها غارقة في دمائها. وعندما تأكد من وفاتها، قام بسحب جثتها ووضعها بجانب جهاز التكييف، ثم شغّله حتى يمنع انتشار الروائح الكريهة، في محاولة منه لتأخير اكتشاف الجريمة.
وفي صباح اليوم التالي، توجه إلى شقيقته وأخبرها ببرود شديد:
"قتلتها وسايب جثتها في البيت".
اكتشاف الجريمة واعتقال القاتل
تلقى اللواء غالب مصطفى، مدير أمن القليوبية، بلاغًا حول الجريمة، وعلى الفور، توجهت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، حيث عثروا على جثة روان داخل الشقة.
كشفت التحريات أن المتهم سبق اتهامه في عدد من القضايا الجنائية، وكان معروفًا بسلوكه العنيف وتعاطيه للمخدرات. وبعد القبض عليه، اعترف بجريمته، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق.
صدمة الجيران.. والجريمة التي هزت شبرا الخيمة
أثارت الجريمة حالة من الغضب والحزن بين سكان المنطقة، خاصة بعد أن كشف التحقيق أن روان تحملت التعذيب لمدة شهرين قبل أن تلقى مصيرها المأساوي.
أحد الجيران قال:
"كنا بنسمع صوتها بتصرخ كل يوم، بس مكنش حد قادر يتدخل، كان مجرم ومحدش يقدر عليه".
خطورة العنف الزوجي وسوء معاملة المرأة
تُعد هذه الجريمة واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري التي شهدتها مصر مؤخرًا، حيث تسلط الضوء على خطورة العنف الزوجي وسوء معاملة المرأة. وبينما ينتظر المجتمع المصري القصاص العادل لروح روان، تبقى هذه القضية رسالة تحذير حول مخاطر السكوت عن العنف الأسري وعدم التدخل لحماية الضحايا.