المبعوث الأممي للعراق يزور إيران: رسائل وتحذيرات هدفها تفكيك الفصائل المسلحة العراقية
تعددت الروايات حول زيارة المبعوث الأممي الخاص لشؤون العراق، الدبلوماسي العُماني محمد الحسان، إلى إيران، التي تمّت في وقت مبكر من اليوم الأربعاء. فقد كشفت المصادر الإيرانية والعراقية عن أبعاد مختلفة لهذه الزيارة.
الرواية الإيرانية: دبلوماسية وحوار حول الأوضاع في العراق
وفقاً للرواية الإيرانية الرسمية، تمّ استعراض الوضع في العراق خلال الاجتماع الذي جمع الحسان مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف. وشددت إيران على أهمية الاستقرار في العراق، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون بين إيران وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وتطرق اللقاء إلى التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمة السورية وفلسطين وتأثيراتها على العراق.
الرواية العراقية: تحذيرات ورسائل للأطراف الإقليمية
في المقابل، أكد مصدر عراقي لـ"العين الإخبارية" أن الحسان حمل رسالة تحذير إلى طهران، تتعلق بالضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الفصائل الشيعية المدعومة من إيران. بحسب المصدر، أشار الحسان إلى أن واشنطن وتل أبيب تطالبان بحل هذه الفصائل وإلا ستكون عرضة للاستهداف، كما حصل مع حزب الله اللبناني وحركة حماس. وأضاف المصدر أن الحسان ناقش مع قادة "الإطار التنسيقي" الشيعي ضرورة انخراط الفصائل المسلحة في العمل السياسي وحصر السلاح بيد الدولة لتجنب الهجمات العسكرية.
المرجعية الدينية والسيطرة على السلاح
من جانب آخر، نقل المبعوث الأممي رسالة مفادها أن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني يدعم حصر السلاح بيد الدولة وحل الفصائل المسلحة. وأكد أن هذا المطلب يتطلب موقفًا من إيران، خاصة الحرس الثوري الإيراني الذي دعم هذه الجماعات لفترة طويلة. في الوقت نفسه، كان هناك تأكيد على أن أي فصيل مسلح في العراق مرتبط بإيران سيكون عرضة للاستهداف، خاصة بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في يناير 2025.
الضغوط على الفصائل المسلحة: القوة والتهديدات الخارجية
وفي سياق متصل، أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، أن مطالبة الحكومة بتفكيك سلاح الفصائل المسلحة ليست جديدة، إلا أن هذه المرة قد يتم فرض الحل بالقوة إذا لم تستجب الفصائل لمساعي الحكومة. ويعاني العراق من انتشار السلاح بين أكثر من 35 فصيلاً مسلحًا، معظمها غير خاضعة لقرارات الحكومة المركزية وتابعة مباشرة لإيران.
محاولة لتفكيك الفصائل المسلحة العراقية
تعد هذه الزيارة خطوة مهمة في محاولة لتفكيك الفصائل المسلحة العراقية، وسط التوترات الإقليمية وضغوط المجتمع الدولي على بغداد.