مصر وأمريكا لعبة الخيارات الصعبة ... مذكرات تكشف فضائح السياسة الامريكية
لايخفي علي جميع متابعي السياسة الدور الأمريكي في منطقتنا العربية فهي تقريبا تتدخل بشكل او بأخر سواء كان هذا التدخل مباشرة او غير مباشر ومع احداث المنطقة المشتعلة يبرز الدور الامريكي بشكل ما في احداث سوريا في غزة في لبنان كل الأحدث تقريبا تتدخل بل وتديرها امريكا بشكل ما وهنا نستعرض معكم نموذج لهذا التدخل علي لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة من خلال مذكراتها التي تحمل عنوان "خيارات صعبة"
مصر بعد ثورة 25 يناير 2011
كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الشهير "خيارات صعبة"، تفاصيل هامة عن سنوات عملها في إدارة الرئيس باراك أوباما، وألقت الضوء على ملفات ساخنة تخص الشرق الأوسط، منها العلاقات مع مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، والأحداث التي أدت إلى ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش".
رواية مباشرة من إحدى أبرز الشخصيات التي شاركت في صياغة السياسة الأمريكية
تحظى هذه المذكرات بأهمية كبيرة لكونها تقدم رواية مباشرة من إحدى أبرز الشخصيات التي شاركت في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة شديدة التقلب. وتناولت المذكرات الدور الأمريكي في مصر عقب سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، والموقف الأمريكي من الإخوان المسلمين، فضلاً عن الإخفاقات التي أفضت إلى ولادة "الدولة الإسلامية".
التعامل مع الإخوان كجزء من العملية السياسية هو الخيار الأفضل
أوضحت كلينتون في مذكراتها أن الولايات المتحدة دعمت بقوة مطالب الشعب المصري بالتغيير خلال ثورة يناير، لكنها وجدت نفسها في مأزق بعد الإطاحة بمبارك. وأشارت إلى أن واشنطن كانت مترددة بين دعم الانتقال الديمقراطي أو الحفاظ على حلفائها التقليديين في المنطقة.
كما كشفت كلينتون عن اتصالات مكثفة جرت مع قيادات الإخوان المسلمين بعد صعودهم إلى الحكم. وقالت إن واشنطن كانت ترى أن التعامل مع الإخوان كجزء من العملية السياسية هو الخيار الأفضل لتجنب الفوضى. لكنها اعترفت لاحقاً أن سياسات الجماعة قوبلت بانتقادات داخلية ودولية، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي في مصر.
الدعم الذي قُدم لفصائل المعارضة السورية كان خطأ استراتيجياً
خصصت كلينتون في مذكراتها مساحة كبيرة للحديث عن الظروف التي أدت إلى ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية". وأكدت أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كان بداية الفوضى التي ساعدت على صعود التنظيم. كما أشارت إلى أن فشل إدارة أوباما في ملء الفراغ الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011 ساهم في تقوية التنظيم.
وأضافت كلينتون أن الدعم الذي قُدم لفصائل المعارضة السورية كان خطأ استراتيجياً، حيث انتهى المطاف بوقوع الأسلحة في يد الجماعات المتطرفة، بما في ذلك "الدولة الإسلامية". وأكدت أن واشنطن لم تتوقع أن يتمكن التنظيم من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا في وقت قصير.
السياسات الأمريكية أحياناً أسهمت في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط
- أكدت كلينتون أن الولايات المتحدة لم تكن مهيأة للتعامل مع التحولات السياسية في الشرق الأوسط بعد عام 2011.
- اعترفت بأن السياسات الأمريكية أحياناً أسهمت في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
- شددت على أن التعامل مع الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين كان بمثابة "رهان" غير مضمون النتائج.
- أشارت إلى أن ولادة "الدولة الإسلامية" كانت نتيجة لعدة عوامل، أبرزها أخطاء الغرب في العراق وسوريا.
واشنطن تعاملت ببراجماتية مع الإخوان المسلمين، لكنها لم تتوقع سقوطهم بهذه السرعة
تُظهر هذه المذكرات كيف كانت السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط متخبطة في مرحلة ما بعد الربيع العربي. بالنسبة لمصر، أوضحت كلينتون أن واشنطن تعاملت ببراجماتية مع الإخوان المسلمين، لكنها لم تتوقع سقوطهم بهذه السرعة بعد عام واحد من حكم الرئيس الراحل محمد مرسي.
أما فيما يتعلق بـ"الدولة الإسلامية"، فإن المذكرات تسلط الضوء على الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية وشركاؤها، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الغرب في محاربة الإرهاب والتطرف.