نتنياهو يصطاد في الماء العكر يغري ترامب بصفقة لبنان - مخطط أسرائليلي وصندوف سيادي لنهب العرب
انتهج رئيس الوزراء الأ سرائيلي منهج برضي غرور ترامب وبقدم نفسة كرجل مسالم في أتجاة خطوة تبدو كمحاولة لتعزيز العلاقات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يقود بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي جهودًا دبلوماسية تتضمن تقديم "هدية" سياسية كبيرة. هذه الهدية، كما وصفها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، هي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الذي تم الترتيب له بتنسيق إسرائيلي مع روسيا، ويهدف إلى تحقيق تهدئة وهدية قبيل تنصيب ترامب رسميًا في يناير المقبل.
هدية نتنياهو بترتيب مع صهر ترامب وقف الحرب في لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، مع تولي الجيش اللبناني مسؤولية السيطرة على المناطق الحدودية
نتنياهو و جاريد كوشنر
من أجل هذا الترتيب التقي رون ديرمر، الذي يعد من أقرب مساعدي نتنياهو، مع ترامب وصهره جاريد كوشنر في منتجع "مار إيه لاجو" بولاية فلوريدا، لتسليم تفاصيل الاتفاق. الاتفاق يقضي بوقف الحرب في لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، مع تولي الجيش اللبناني مسؤولية السيطرة على المناطق الحدودية تحت إشراف دولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا. يأتي هذا في إطار رغبة إسرائيل في ضمان عدم تسلل عناصر حزب الله إلى الجنوب اللبناني ومنع تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية.
اهداف نتنياهو التوسع في بناء المستوطنات وتحقيق مكاسب أسرائلية كبري علي حساب الفلسطنيين
رغم أن وقف إطلاق النار يروج كهدية لترامب لإحراز "انتصار سياسي"، إلا أن أهداف إسرائيل الحقيقية تتجاوز ذلك. يسعى نتنياهو لاستغلال عودة ترامب لتعزيز مكتسبات إسرائيلية جديدة، من بينها توسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وهي خطوة أشار إليها ترامب خلال حملته الانتخابية. كما أن التهدئة تمنح إسرائيل فرصة لترتيب الأوضاع في لبنان، بما يضمن تعزيز نفوذها الإقليمي وتفكيك قدرات حزب الله تدريجيًا.
معارضه وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس لهدية نتنياهو
على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه هذه المبادرة انتقادات حادة داخل إسرائيل. وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس أعرب عن رفضه لأي وقف لإطلاق النار لا يحقق أهداف الحرب، ويضمن نزع سلاح حزب الله، بينما تتوالى الصواريخ على مستوطنات الشمال، مما يثير تساؤلات حول جدوى الاتفاق. كما أن اختيار رون ديرمر، الذي يعتبر من صقور اليمين الإسرائيلي لكنه يفتقر إلى الخبرة في الشؤون العسكرية، لقيادة هذا الملف أثار جدلاً داخل الأوساط الإسرائيلية.
البحث عن دعم روسي امريكي لمخططات نتنياهو وتطبيع مع العرب والمسلمين
تعتبر زيارة ديرمر إلى موسكو قبل لقائه ترامب تعكس محاولات إسرائيل لضمان الدعم الروسي لتنفيذ الاتفاق، خاصة في ظل عدم تنسيق واشنطن مع موسكو حول لبنان. من ناحية أخرى، عودة كوشنر للمشهد السياسي تضيف بُعدًا اقتصاديًا، حيث يسعى ترامب لتدشين صندوق سيادي يعتمد على استثمارات إقليمية، وهو ما يفتح الباب أمام كوشنر لاستثمار خبراته السابقة في توسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية وإسلامية جديدة.
هدية أسرائيل لترامب خدعة أسرائيلية لتحقيق أهداف اقليمية كبري
بينما يُروج لوقف إطلاق النار في لبنان كخطوة إيجابية لتهدئة الأوضاع، إلا أن الحقيقة تكشف عن مناورة سياسية إسرائيلية تهدف لتحقيق مكاسب استراتيجية واسعة، مستغلةً وجود ترامب في البيت الأبيض. ومع تزايد التوترات داخل إسرائيل حول جدوى هذا الاتفاق، يبقى السؤال: هل تنجح إسرائيل في استثمار هذه الفرصة لتحقيق أهدافها الإقليمية أم أن التحديات الداخلية والخارجية ستعيق هذا الطموح؟