قفزة تاريخية في أسعار الذهب عالميًا.. والجرام يتجاوز 5200 جنيه في محلات الصاغة بمصر

شهدت أسعار الذهب في مصر، اليوم الجمعة 11 أبريل 2025، ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا تزامنًا مع تحليق المعدن النفيس إلى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية، مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها انخفاض الدولار الأمريكي، وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومخاوف التضخم العالمي، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
سعر الذهب اليوم في مصر
وفقًا لبيانات موقع "إيجيبت غولد برايس"، سجّل جرام الذهب عيار 24 – وهو الأكثر نقاءً – سعر 5,229 جنيهًا للبيع (100.17 دولار)، و5,183 جنيهًا للشراء (99.29 دولار)، وهو أعلى سعر وصل إليه هذا العيار في السوق المصرية حتى الآن.
أما عيار 21 – وهو العيار الأكثر تداولًا بين المصريين – فقد بلغ سعره 4,575 جنيهًا للبيع (87.64 دولار)، و4,535 جنيهًا للشراء (86.88 دولار).
وسجّل جرام الذهب من عيار 18، الذي يُفضله البعض لأغراض الادخار متوسطة المدى، سعر 3,921 جنيهًا للبيع (75.11 دولار)، و3,887 جنيهًا للشراء (74.46 دولار).
فيما بلغ سعر الجنيه الذهب في السوق المحلية نحو 37,032 جنيهًا للبيع (709.43 دولار)، و36,472 جنيهًا للشراء (698.70 دولار).
الذهب عالميًا.. أرقام قياسية وتوترات سياسية
في الأسواق العالمية، قفز الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3192.79 دولارًا للأونصة، ولامس في وقت سابق من جلسة اليوم مستوى قياسيًا بلغ 3219.84 دولارًا، لأول مرة في تاريخه، بينما ارتفعت عقود الذهب الآجلة الأمريكية بنحو 2% إلى 3237.50 دولارًا للأونصة.
ويعود هذا الارتفاع التاريخي إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة تقارب 1% أمام سلة من العملات، ما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية للمشترين خارج الولايات المتحدة.
توترات أمريكية - صينية تعزز اللجوء إلى الذهب
جاءت هذه القفزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، مع تأجيل تطبيق بعض الرسوم لمدة 90 يومًا. وردت الصين بخطوات مماثلة، وسط مخاوف من تصعيد قد يدفع الرسوم المفروضة إلى ما بعد حاجز 84% على المنتجات الأميركية، ما زاد من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، ودفع المستثمرين للهرب إلى الذهب كملاذ آمن.
عوامل أخرى تدعم صعود الذهب
إلى جانب التوترات التجارية، هناك عدة عوامل دعمت الطلب على الذهب عالميًا، أبرزها:
-
تزايد مشتريات البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر.
-
توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تشير البيانات إلى احتمال تقليص الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة بنهاية 2025.
-
الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا.
-
ارتفاع الطلب على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs) من قبل المستثمرين المؤسساتيين.
آراء المحللين وتوقعات السوق
يرى خبراء الأسواق أن الذهب قد يواصل مساره التصاعدي، حيث قال كايل رودا، محلل الأسواق في "Capital.com":
"المستوى التالي الذي سيترقبه المستثمرون هو 3500 دولار للأونصة، لكننا لا نتوقع أن نصل إليه بدون تقلبات على الطريق".
وأرجع إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي في "Tastylive"، هذا الارتفاع إلى التراجع السريع في الدولار، وتزايد الإقبال على الذهب نتيجة الشكوك المتزايدة حول السياسات الاقتصادية الأمريكية والتوجه نحو تخفيف الفائدة.
أسعار المعادن الأخرى
وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى:
-
الفضة استقرت عند 31.20 دولارًا للأونصة.
-
البلاتين تراجع بنسبة 0.2% ليسجل 936.55 دولارًا.
-
البلاديوم ارتفع بنسبة 0.7% إلى 914.55 دولارًا للأونصة.
هل الوقت مناسب للشراء؟
مع هذا الارتفاع الكبير، يُنصح من يرغب في الاستثمار طويل المدى بالتركيز على شراء السبائك الذهبية المعتمدة من الشركات الموثوقة، والابتعاد عن المشغولات ذات المصنعية العالية، في حين قد يُفضل من يمتلك الذهب للبيع الانتظار لحين اتضاح اتجاه السوق بعد تقلبات محتملة.
ومع استمرار الأحداث العالمية في فرض ضغوط اقتصادية وتجارية، يبدو أن الذهب سيبقى الملاذ الآمن الأول، ويواصل طريقه نحو قمم جديدة في 2025.