السعودية تستثمر 770 مليار دولار في الولايات المتحدة وبن سلمان يسعى للمزيد من التوسع الاقتصادي
أكدت المملكة العربية السعودية أن حجم استثماراتها في الولايات المتحدة تجاوز 770 مليار دولار، في إطار العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين. كما أبدى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تطلعه إلى توسيع هذه الاستثمارات لتصل إلى 600 مليار دولار إضافية خلال السنوات الأربع المقبلة، مما يعكس حرص المملكة على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع واشنطن.
علاقات استراتيجية راسخة
أشار وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، في تصريحاته على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية تمتد لأكثر من ثمانية عقود، مؤكدًا أن هذه الشراكة تعتمد بشكل كبير على التعاون الاقتصادي والتجاري. وأضاف الجدعان: "لدينا علاقة قوية للغاية مع الولايات المتحدة، ونسعى لتعزيز هذه الشراكة في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام."
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مكالمة هاتفية جمعت الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، إلى جانب التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب.
770 مليار دولار: قاعدة استثمارية متينة
تشكل الاستثمارات السعودية الحالية في الولايات المتحدة قاعدة اقتصادية متينة، تشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة، التكنولوجيا، الخدمات المالية، والصناعة. وأكد الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه مع ترامب أن المملكة تنظر إلى الولايات المتحدة كشريك استراتيجي، مع التزامها بزيادة الاستثمارات في السوق الأمريكي بما يخدم مصلحة الطرفين.
كما عبّر ترامب عن اهتمامه بتوسيع التعاون الاقتصادي مع السعودية، مشيرًا إلى أن استثمارات بمثل هذه الأحجام تساهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية.
توسع مستقبلي بقيمة 600 مليار دولار
من بين أبرز محاور حديث الأمير محمد بن سلمان مع ترامب، كان السعي إلى ضخ استثمارات جديدة بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات الأربع المقبلة. هذه الاستثمارات تأتي في إطار رؤية المملكة لتحسين الاقتصاد غير النفطي وتنويع مصادر الدخل الوطني.
وقال الجدعان: "السعودية تعمل على جذب استثمارات جديدة، سواء من الداخل أو الخارج، وتستهدف جذب أكثر من 100 مليار دولار سنويًا من رأس المال بحلول عام 2030، مع التركيز على تطوير قطاعات جديدة مثل الطاقة النظيفة، السياحة، والصناعة."
تأثير رؤية 2030 على الشراكات الدولية
رؤية 2030، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، تُعد حجر الزاوية في مساعي المملكة لتطوير اقتصادها وتخفيف الاعتماد على النفط. ومن خلال هذه الرؤية، تسعى السعودية إلى بناء شراكات قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا والصين. وأشار الجدعان إلى أن العلاقات مع أوروبا والصين ستشهد نموًا موازيًا مع استمرار الاستثمارات المشتركة وتطوير الصناعات المحلية.
وأكد الوزير أن الرؤية تتضمن إعادة تقييم المخاطر والأولويات، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية تسير في الطريق الصحيح، مع التركيز على جذب المستثمرين المحليين والدوليين لدعم المشاريع التنموية.
ترامب والسعودية: شراكة مستمرة
كانت السعودية أولى المحطات الخارجية التي زارها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، مما يعكس أهمية العلاقة بين البلدين. وأشار ترامب إلى استعداده للعودة إلى السعودية إذا تم تحقيق المزيد من الاستثمارات الضخمة، مؤكدًا أن مثل هذه الشراكات تساهم في دعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي عالميًا.
وقال ترامب: "السعودية شريك قوي، واستثماراتها في الولايات المتحدة تعكس التزامها بتعزيز هذه الشراكة طويلة الأمد."
شراكة اقتصادية نحو المستقبل
الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة ليست مجرد أرقام، بل هي جزء من رؤية استراتيجية لبناء شراكة اقتصادية متينة تعود بالنفع على الطرفين. ومن خلال السعي إلى زيادة حجم هذه الاستثمارات، تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، بينما تواصل العمل على تحقيق أهداف رؤية 2030 لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
في ظل هذه التطورات، تبقى العلاقات السعودية الأمريكية نموذجًا للشراكة الاقتصادية الناجحة، مع توقعات بمزيد من التوسع والتعاون في السنوات المقبلة.