خانته مع صديقه وقتلته بوجبة سمك.. القصة الكاملة لجريمة مقتل ”عنتر” على يد زوجته وعشيقها وتستر الطبيب الخائن
وسط أجواء هادئة وصراع يومي مع الحياة، كان "عنتر" الشاب البسيط والمكافح، يعيش قصة مأساوية انتهت بجريمة هزت قريته الصغيرة. "عنتر"، الذي قضى سنوات شبابه في العمل الشاق كصنايعي رخام، كان يُحارب الحياة من أجل تحقيق أحلامه. بدأ حياته كيتيم يكافح لتجهيز شقيقاته البنات، وعندما استقر به الحال، قرر تكوين أسرته الصغيرة مع "سماح"، التي اعتقد أنها ستكون شريكة حياته المخلصة.
خيانة بين الأصدقاء
تزوج "عنتر" من "سماح" قبل 11 عامًا، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وعاشا حياة تبدو في ظاهرها بسيطة ومستقرة. ولكن تلك الحياة المثالية تحطمت بوفاة طفلهما الصغير بعد صراع مع المرض، وهو الحدث الذي غيّر مجرى حياتهما. فبينما انشغل "عنتر" بالعمل لتعويض خسارتهما، كانت زوجته "سماح" تخطّط لحياة أخرى مليئة بالخيانة، حيث أقامت علاقات غير شرعية مع شباب القرية، وصولًا إلى صديق زوجها "مسعد".
الخيانة لم تتوقف عند مجرد علاقة غير شرعية، بل تطورت إلى مؤامرة لقتل "عنتر". وفي غياب أي شكوك من الزوج المغلوب على أمره، بدأت الزوجة وعشيقها "مسعد" يخططان للتخلص منه نهائيًا من أجل الاستيلاء على ممتلكاته والبدء بحياة جديدة معًا.
وجبة السمك المسمومة
قبل أسبوعين من وفاته، بدأ "عنتر" يشعر بآلام حادة في معدته بعد تناوله وجبة فسفور مع صديقه "مسعد". استمرت حالته الصحية في التدهور بشكل غامض، مما جعله يستعين بأصدقائه لمساعدته، لكن "سماح" كانت تمنع الجميع من الوصول إليه بحجة أنه بحاجة للراحة.
تقول والدة "عنتر": "ابني كان بيشتكي بعد أكل السمك عند مسعد، ومراته كانت بتعزلنا عنه وبتخبي أي حاجة تثبت إنه تعبان. كانت بتداري عليه عشان محدش يكتشف الحقيقة."
بعد وفاة "عنتر" ودفنه، لم تنته القصة. أثناء تفتيش هاتف "سماح"، عثرت عائلته على رسائل غرامية بينها وبين "مسعد"، كشفت تفاصيل مؤامرة محكمة لقتل "عنتر"، تضمنت دس السم له تدريجيًا في الطعام والعصائر على مدار 15 يومًا.
اعترافات الجناة
أمام أجهزة الأمن، انهارت "سماح" واعترفت بكل شيء. كشفت أنها تعاونت مع "مسعد" وطبيب آخر كانت تربطها به علاقة سابقة لإخفاء أي أدلة قد تدينهما. أكدت أن خطتهما الأولى بدس السم في الطعام لم تحقق النتيجة المرجوة، ما دفعهما لاستدراج "عنتر" لتناول وجبة فسفور مشبعة بالسم.
وأضافت أن الطبيب تعاون معهما في إخفاء التقرير الطبي الذي يثبت وجود مواد سامة في جسده، لتغطية الجريمة بشكل محكم. لكن الرسائل الموجودة على هاتفها كانت كفيلة بإسقاط المؤامرة، حيث وثّقت كل خطواتهما في تنفيذ المخطط الإجرامي.
النهاية المؤلمة
جريمة قتل "عنتر" ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي مأساة تعكس أقصى درجات الخيانة والغدر. شاب قضى حياته في الكفاح والعمل الجاد، لينتهي ضحية خيانة زوجة لم تكتفِ بخيانته مع عشيقه فقط، بل دبرت لإنهاء حياته بدم بارد. الجريمة التي هزت أركان القرية كشفت عن وجوه أخرى لواقع مأساوي، أبطالها كانوا الأقرب إلى الضحية.
ويبقى السؤال المطروح: ما الذي يدفع إنسانًا لتجاوز حدود الأخلاق والإنسانية إلى هذا الحد؟ الإجابة قد تبقى طي الكتمان، لكن العدالة تأخذ مجراها لترد لروح "عنتر" حقه المسلوب.