شاهد :حفل زفاف طفلة عمرها 9 سنوات لرجل ثلاثيني في ليبيا
حفل زفاف طفلة عمرها 9 سنوات لرجل ثلاثيني في ليبيا يثير موجة غضب واسعة
في مشهد أثار جدلًا واسعًا واستنكارًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، تداول رواد الإنترنت مقطع فيديو يُظهر "حفل زفاف" لطفلة تبلغ من العمر تسع سنوات على رجل في الثلاثين من عمره في إحدى المناطق الريفية بليبيا. أثار المقطع ردود فعل غاضبة داخل وخارج ليبيا، حيث أعرب الكثيرون عن صدمتهم واستيائهم من هذه الواقعة التي تسلط الضوء على ظاهرة زواج القاصرات في بعض المجتمعات.
تفاصيل الواقعة
المقطع المتداول يُظهر احتفالًا تقليديًا يُزعم أنه حفل زفاف للطفلة، وهي ترتدي فستانًا أبيض يشبه فساتين الزفاف، بينما يقف بجانبها الرجل الذي يبدو أكبر منها بعشرين عامًا على الأقل. ظهرت الطفلة مترددة، بينما أظهر الحضور فرحًا ومباركة لهذا "الاتحاد".
بحسب بعض التقارير المحلية، يُعتقد أن الحفل أقيم في منطقة نائية حيث لا تزال الممارسات التقليدية سائدة. ورغم أن القانون الليبي يمنع زواج القاصرات، إلا أن بعض المناطق الريفية تُجيز هذا النوع من الزواج تحت مظلة العادات والتقاليد.
ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل
أشعل الفيديو غضبًا عارمًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون وسمًا للمطالبة بوقف مثل هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحفل.
- كتب أحد المغردين: "كيف يُسمح لطفلة أن تصبح عروسًا وهي لا تزال بحاجة إلى اللعب والتعليم؟"
- وعلقت أخرى: "هذه ليست زواجًا، بل جريمة ضد الإنسانية والطفولة. يجب أن يتدخل القانون فورًا."
موقف القانون الليبي
يُعد زواج القاصرات غير قانوني في ليبيا، حيث ينص القانون على ضرورة أن يكون العمر القانوني للزواج 18 عامًا. ومع ذلك، تستغل بعض العائلات الثغرات القانونية أو عدم كفاية الرقابة في المناطق النائية لإجراء مثل هذه الزيجات.
وفقًا للناشطة الحقوقية الليبية سارة بن عيسى، فإن "هذا النوع من الزواج يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفولة. الأطفال بحاجة إلى التعليم والرعاية، وليس إلى الزواج وتحمل مسؤوليات الكبار."
مطالبات بالتدخل الرسمي
دعا عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية السلطات الليبية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات وتوفير الحماية للأطفال. وطالبت منظمة اليونيسيف بتشديد الرقابة وتطبيق القانون بشكل صارم لمنع زواج القاصرات وضمان حقوق الأطفال.
الطفولة في خطر
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها في ليبيا أو في بعض الدول التي تعاني من انعدام الوعي بحقوق الطفل وغياب تطبيق القوانين بشكل فعال. زواج القاصرات يُعرض الطفلات لمخاطر صحية ونفسية، إلى جانب حرمانهن من حقهن في التعليم والحياة الكريمة.
التحديات أمام القضاء على الظاهرة
رغم أن زواج القاصرات يُجرّم في القوانين الوطنية والدولية، إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة في بعض المناطق بسبب:
- الفقر: تلجأ بعض الأسر الفقيرة إلى تزويج بناتها مبكرًا لتخفيف العبء المالي.
- التقاليد: ترى بعض المجتمعات أن زواج القاصرات جزء من العادات المتوارثة.
- غياب الرقابة القانونية: تفتقر المناطق النائية إلى الرقابة الكافية لضمان تنفيذ القوانين.
خطورة زواج القاصرات والعمل على تطبيق القوانين التي تحمي الأطفال
تسلط هذه الحادثة الضوء على الحاجة الماسة إلى جهود موحدة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات المحلية لتوعية المجتمعات بخطورة زواج القاصرات والعمل على تطبيق القوانين التي تحمي الأطفال من هذه الانتهاكات. فالطفولة ليست فقط مرحلة عمرية، بل حق أساسي لا يمكن المساومة عليه.