”قتلها التنمر”.. وفاة الطفلة ريناد تفتح النار على التنمر في المدارس
شهدت مصر حادثًا مأساويًا جديدًا، حيث أقدمت الطفلة ريناد عادل، البالغة من العمر 11 عامًا، على إنهاء حياتها بالقفز من الطابق الثامن بمسكنها في منطقة جناكليس بمحافظة الإسكندرية. يأتي ذلك بعد تعرضها لموجة شديدة من التنمر في مدرستها الخاصة، ما أثار حالة من الغضب والحزن العارم بين أولياء الأمور والمجتمع بأسره.
تفاصيل الحادث داخل مدرسة نوتردام بالإسكندرية
بدأت القصة داخل مدرسة نوتردام بالإسكندرية، عندما تعرضت الطفلة ريناد للتنمر من قبل زميلاتها بسبب إدراج اسمها في قائمة الطالبات المتأخرات عن سداد المصروفات الدراسية. تسبب هذا التنمر في تحويل حياتها إلى جحيم يومي، حيث تعرضت للسخرية والإهانة أمام زميلاتها، مما أدى إلى تفاقم حالتها النفسية.
بعد عودتها إلى المنزل، تركت ريناد رسالة مؤثرة لوالدتها، شرحت فيها معاناتها النفسية وألمها، وذكرت أسماء الطالبات اللاتي تسببن في هذا التنمر. وفي لحظة من اليأس والانكسار، أقدمت على القفز من الطابق الثامن، لتلقى حتفها على الفور.
ردود الفعل: حزن وغضب عارم
أثار الحادث حالة من الحزن والغضب بين أولياء الأمور والطلاب، وانتشرت قصة الطفلة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسمها الترند. طالب الأهالي بفتح تحقيق شامل في الواقعة لمحاسبة المسؤولين عن التنمر، سواء كانوا طلابًا أو إداريين، ومراجعة سياسات المدارس في التعامل مع مثل هذه القضايا.
بيان المدرسة يثير الجدل
أصدرت إدارة مدرسة نوتردام بيانًا عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي أعربت فيه عن حزنها على وفاة الطفلة، لكنها في الوقت نفسه أخلت مسؤوليتها عن الحادث. وجاء في البيان:
"تعرب إدارة المدرسة عن استيائها الشديد من تداول معلومات غير دقيقة في منشورات تهدف إلى مواساة أهل الطفلة المتوفاة ورثائها في هذا الظرف الإنساني الأليم. نهيب بالجميع التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها لما لذلك من أثر نفسي سلبي على أسرة الطفلة وزملائها."
هذا البيان أثار انتقادات واسعة، حيث رأى البعض أنه يعكس محاولة المدرسة التنصل من مسؤوليتها تجاه ما حدث، دون تقديم خطوات واضحة لحل المشكلة.
إجراءات قانونية
انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وتم تحرير محضر بالواقعة. أمرت النيابة العامة ببدء التحقيقات وسماع أقوال أفراد الأسرة وزميلات الطفلة لمعرفة ملابسات الواقعة. كما أمرت بندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وتحديد سبب الوفاة.
ظاهرة التنمر: كارثة تهدد الأطفال
أعاد الحادث تسليط الضوء على ظاهرة التنمر في المدارس، وهي مشكلة تؤثر على الصحة النفسية للأطفال وقد تؤدي إلى نتائج كارثية. طالب أولياء الأمور بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأطفال من التنمر، مثل:
- تعزيز التوعية النفسية بين الطلاب.
- تشديد الرقابة المدرسية على سلوكيات الطلاب.
- توفير دعم نفسي للطلاب المتضررين.
رسالة إلى المجتمع والتصدي للتنمر
قصة ريناد ليست الأولى، لكنها يجب أن تكون الأخيرة. يجب أن تكون هذه الحادثة دعوة للعمل الجاد من جميع الأطراف، بما في ذلك المدارس والأسر والجهات الحكومية، للتصدي للتنمر وضمان بيئة آمنة للأطفال.