إدانات واسعة للهجمات الدامية في السودان.. مقتل 100 مدني و9 من كوادر الإغاثة في قصف على مخيمات النازحين بالفاشر

شهدت مناطق زمزم وأبو شوك حول مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، هجمات دامية استهدفت مخيمات للنازحين ومرافق طبية، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 9 من العاملين في المجال الإنساني والطبي، وسط إدانات دولية واسعة وتحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة.
تفاصيل الهجمات: مذبحة بحق النازحين والكوادر الطبية
قال وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، إن قوات الدعم السريع شنت هجمات مكثفة على مخيم زمزم ومعسكر أبو شوك للنازحين، ومستشفى أم كدادة، ما أسفر عن:
-
مقتل 100 مدني على الأقل.
-
تصفية 5 كوادر طبية داخل المستشفى.
-
مقتل سائقين اثنين ومساعدين اثنين من منظمة الإغاثة الدولية.
وأوضح أن معظم الضحايا من النساء والأطفال الذين كانوا يحتمون داخل المخيمات، مضيفًا أن "الوضع كارثي"، و"الاستهداف تم بشكل متعمد".
منظمة الصحة العالمية: فزع وغضب
أعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن "فزعه الشديد" من حجم الخسائر في الأرواح، مؤكدًا أن:
"استهداف العاملين في المجال الإنساني يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويُشكل خطرًا كبيرًا على عمليات الإغاثة في دارفور."
وطالب تيدروس جميع أطراف النزاع بـ:
-
وقف فوري للهجمات على المدنيين.
-
ضمان حرية عمل المنظمات الإنسانية.
-
توفير الحماية للمخيمات والمستشفيات.
???????? السعودية: لا مبرر لهذه الانتهاكات
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه:
-
رفض المملكة القاطع لانتهاك القانون الإنساني الدولي.
-
الدعوة إلى توفير الحماية الكاملة للكوادر الإغاثية.
-
ضرورة الالتزام بإعلان جدة الموقع في 11 مايو 2023، الذي نص على حماية المدنيين ووقف الأعمال العدائية.
وشدد البيان على أن استمرار التصعيد سيقوّض جهود السلام والاستقرار في السودان، ويمهد لمزيد من المعاناة الإنسانية.
خلفية الصراع: حرب السيطرة على السودان
منذ 15 أبريل 2023، يشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في صراع بدأ في الخرطوم وامتد إلى مناطق دارفور وكردفان.
وكان الجيش قد أعلن في بيان سابق، السيطرة على مباني القصر الجمهوري ووزارات سيادية في الخرطوم، مؤكدًا تدمير معدات الدعم السريع.
لكن الوضع في دارفور لا يزال متدهورًا بشدة، حيث تحولت المخيمات إلى ساحة معارك، وانهارت أغلب المنشآت الطبية والإنسانية.
تحذير أممي: الكارثة تخرج عن السيطرة وتهجير قسري لمئات الآلاف من النازحين
مع تصاعد الهجمات على المخيمات والمستشفيات، يحذر مراقبون من:
-
انهيار كلي للمنظومة الصحية والإنسانية في دارفور.
-
تهجير قسري لمئات الآلاف من النازحين نحو حدود تشاد.
-
ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الجوع وانعدام العلاج والماء النظيف.
حلقة دامية جديدة في الصراع السوداني المستمر
الهجمات الأخيرة على مخيمات النازحين في الفاشر تمثل حلقة دامية جديدة في الصراع السوداني المستمر، وتؤكد أن المعاناة الإنسانية أصبحت بلا سقف ولا خطوط حمراء. وبينما تطالب السعودية ومنظمة الصحة العالمية بوقف فوري لاستهداف المدنيين، يبقى السؤال مطروحًا:
هل تصغي أطراف النزاع للنداءات الدولية، أم أن دارفور ستظل نزيفًا مفتوحًا في جسد السودان الجريح؟