قتل عبداللطيف القانوع وآخرين.. سلسلة اغتيالات إسرائيلية تستهدف قادة حركة حماس في غزة

في تصعيد خطير ضمن المواجهة المستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة، أعلنت مصادر رسمية في الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عملية اغتيال استهدفت المتحدث باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع، وذلك خلال غارة جوية عنيفة على منطقة جباليا شمال القطاع، ليرتفع بذلك عدد القادة البارزين الذين قضوا في سلسلة من الاستهدافات الممنهجة خلال الأشهر الماضية.
مقتل عبداللطيف القانوع في غارة جوية إسرائيلية على جباليا
أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة مقتل عبداللطيف القانوع، أحد أبرز المتحدثين الإعلاميين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد استهداف مباشر من طائرة إسرائيلية لموقع كان يتواجد فيه في مخيم جباليا للاجئين. وقال شهود عيان إن الغارة كانت عنيفة وأسفرت عن دمار كبير، وأدت إلى إصابة عدد من المدنيين الذين كانوا في الجوار.
القانوع كان معروفًا بتصريحاته النارية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وقد لعب دورًا كبيرًا في تعبئة الرأي العام المحلي والدولي خلال الحرب الأخيرة، مما جعله هدفًا بارزًا على قائمة الاستهدافات الإسرائيلية، بحسب مراقبين.
اغتيالات متواصلة لقادة الصف الأول في حماس
منذ بداية الحرب الأخيرة على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كثف الجيش الإسرائيلي من عملياته الجوية التي تستهدف قادة حماس الميدانيين والسياسيين، حيث تشير تقارير استخباراتية إلى أن الهدف الرئيسي هو "شلّ القيادة التنظيمية والعسكرية للحركة".
ومن أبرز القادة الذين تم اغتيالهم خلال هذه الفترة:
-
رائد سعد، قائد لواء غزة في كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس.
-
جهاد شُرّاب، أحد كبار مهندسي منظومة الأنفاق التابعة للحركة.
-
عدنان كُلاب، مسؤول وحدة الإمداد والتمويل في الجناح العسكري.
-
باسل عيسى، قائد الكوماندوز البحري لحماس "الضفادع البشرية".
-
إياد أبو فنونة، ضابط ميداني بارز في عمليات التنسيق بين ألوية الحركة.
وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن هذه العمليات "جراحية ودقيقة" وتستند إلى معلومات استخباراتية متقدمة، هدفها "تفكيك بنية القيادة والسيطرة داخل حماس"، إلا أن هذا النهج أدى إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ما أثار انتقادات دولية واسعة.
أهداف استراتيجية وراء سلسلة الاغتيالات
يقول محللون إن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد النوعي إلى:
-
تجفيف منابع القوة العسكرية لحماس، عبر ضرب قيادات الصف الأول والثاني.
-
كسر الحلقة الإعلامية والسياسية للحركة، عبر اغتيال شخصيات مثل عبداللطيف القانوع.
-
إثارة حالة من الإرباك والانقسام الداخلي في صفوف القيادة.
-
فرض وقائع سياسية على الأرض، تقود لاحقًا إلى ترتيبات أمنية جديدة في القطاع.
ردود أفعال فلسطينية
نددت حركة حماس باغتيال القانوع، واعتبرته "جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال"، مؤكدة في بيان رسمي أن "دماء الشهداء لن تذهب سدى، وستكون لعنة تطارد الاحتلال في كل مكان".
وأطلقت الحركة وكتائب القسام عدة رشقات صاروخية نحو المستوطنات المحاذية لغزة عقب الغارة، فيما واصلت إسرائيل قصفها العنيف على مناطق مختلفة من القطاع.
المجتمع الدولي بين الإدانات والدعوات للتهدئة
في المقابل، طالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيقات مستقلة في استهداف المدنيين ومرافق البنية التحتية، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الضغط من أجل وقف التصعيد. ورغم ذلك، لم يصدر حتى الآن موقف موحد من الدول الكبرى حيال هذه السلسلة من الاغتيالات.