نجل ساركوزي يعرض صفقة على ترامب ويتوعد الجزائر بسبب ”صنصال”... تصعيد سياسي وقضائي متبادل - تفاصيل

في تصعيد جديد بين الجزائر وفرنسا، أثار لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، جدلاً واسعًا بتصريحات مثيرة للجدل حول الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر الماضي بتهم تتعلق بـ"المساس بوحدة الوطن"، حيث عرض "صفقة سياسية واقتصادية" على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للضغط على الجزائر للإفراج عنه، مهددًا بتصعيد غير مسبوق تجاه الدولة الجزائرية.

صفقة مغرية لترامب.. مصنع بيجو مقابل الضغط على الجزائر

خلال مقابلة على قناة LCI الفرنسية، اقترح لويس ساركوزي أن تلجأ باريس إلى التفاوض مع ترامب، من خلال تقديم تنازلات اقتصادية مثل بناء مصنع لشركة بيجو في ولاية تكساس الأمريكية أو دعم مواقف سياسية معينة، في مقابل أن يستخدم ترامب نفوذه ويوجه رسالة "تحذير" إلى الجزائر بشأن استمرار احتجاز صنصال.

وقال نصًا:

"لماذا لا نذهب إلى ترامب ونسأله: ماذا تريد؟ مصنع بيجو في تكساس؟ دعم سياسي؟ فقط ليخرج أمام البيت الأبيض ويوجه رسالة واضحة: انتبهوا، قضية بوعلام صنصال أصبحت تزعجني".

انتقادات داخلية وسخرية من "الصفقة"

ردّت النائبة الفرنسية راكيل غاريدو على هذا الطرح معتبرةً إياه إذلالًا لفرنسا أمام أمريكا، متسائلة:

"هل نخضع لترامب ونمنحه مصانعنا لمجرد شعورنا بالإهانة من الجزائر؟".

لكن ساركوزي الابن دافع عن فكرته قائلًا إن العلاقات الدولية "تُبنى على الصفقات"، مضيفًا:

"إذا تطلب الأمر تقديم تنازل لإنقاذ حياة رجل، فلم لا؟".

تصريحات سابقة مثيرة ودعوات للعنف

هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها لويس ساركوزي تهديدات تجاه الجزائر، إذ صرّح سابقًا في مقابلة مع لوموند أنه لو كان صاحب قرار،

"لكنت أحرقت السفارة الجزائرية وأوقفت منح التأشيرات، وفرضت رسومًا جمركية بنسبة 150%".

وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا واسعًا، حيث قدمت منظمة SOS Racisme بلاغًا رسميًا إلى النيابة العامة الفرنسية، ووصفت تصريحاته بأنها تحريض صريح على العنف.

تحرك جزائري رسمي ضد ساركوزي الابن

في المقابل، قدمت السلطات الجزائرية شكوى قضائية ضد لويس ساركوزي أمام المحاكم الفرنسية، ووصفت تصريحاته بأنها تمثل انحرافًا سياسيًا خطيرًا يعكس مستوى التوتر المتصاعد في العلاقات بين البلدين.

الكاتب بوعلام صنصال.. التهمة "المساس بوحدة الوطن"

الكاتب بوعلام صنصال يقبع في السجن منذ نوفمبر، وقد طالبت النيابة العامة الجزائرية بسجنه 10 سنوات، بعد أن أقر أمام المحكمة بحيازته ملفات وفيديوهات تعتبرها الدولة تمس أمن الوطن والنظام العام. وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن محاكمته لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة.

قضايا أخرى تُزيد التوتر: عبد السلام بوشوارب

الملف لم يقتصر على صنصال، بل أشعل قرار القضاء الفرنسي بعدم تسليم عبد السلام بوشوارب، الوزير الأسبق المدان في قضايا فساد ضخمة بالجزائر، المزيد من الغضب لدى الحكومة الجزائرية، التي اعتبرت ذلك حماية لرموز الفساد وهروبًا من التعاون القضائي الدولي.

تقديم "رشوة سياسية" لترامب من أجل التدخل في قضية جزائرية داخلية

تصريحات لويس ساركوزي حول تقديم "رشوة سياسية" لترامب من أجل التدخل في قضية جزائرية داخلية، مثلت خرقًا دبلوماسيًا غير مسبوق، وسط تصاعد التوترات بين باريس والجزائر على خلفية ملفات حقوق الإنسان، وتسليم المطلوبين، وملف التأشيرات. ويبقى السؤال: هل يدفع هذا التصعيد العلاقات بين البلدين إلى مرحلة اللاعودة؟