الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

كلام الناس السبب ..ينهي حياة شقيقته شنقًا بإيشارب بعد 20 يومًا من الهروب

ثلاجة حفظ الموتي
-

تحولت خلافات زوجية إلى جريمة شرف هزت منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، بعدما أقدم شاب يبلغ من العمر 35 عامًا على قتل شقيقته شنقًا بإيشارب، بدعوى الحفاظ على "الشرف"، إثر اكتشافه إقامتها مع شخص غريب بعد هروبها من منزل الأسرة.

البداية: حياة زوجية تشتعل بالخلافات

الشابة العشرينية، صاحبة الـ28 عامًا، عاشت حياة زوجية مضطربة لم تدم طويلًا. فبعد أشهر من الخلافات الحادة التي أفسدت عش الزوجية، قررت الزوجة ترك المنزل في مايو الماضي، واللجوء إلى بيت أسرتها في محاولة لالتقاط أنفاسها بعيدًا عن العراك اليومي.

لكن الإقامة في منزل والدتها أو شقيقها الأكبر لم تكن حلاً دائمًا، إذ شعرت الفتاة بالاختناق والرغبة في البحث عن حياة جديدة، بعيدًا عن الماضي والضغوطات العائلية. لتبدأ مرحلة الهروب الحقيقي.

20 يومًا من الهروب.. والأخ يطارد "عرضه"

مرت 20 يومًا على مغادرة الفتاة منزل شقيقها دون إخبار أحد بمكانها. إلى أن صعقت العائلة بخبر صادم وصل إلى شقيقها الأكبر: "أختك ساكنة مع واحد غريب". تلك الكلمات كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب في قلب العامل البسيط، الذي انطلق في رحلة البحث عن أخته بكل ما أوتي من قوة.

أولى المحاولات قادته إلى منطقة "جزيرة محمد" حيث تردد أن شقيقته تسكن في إحدى الشقق هناك، لكنه لم يجدها، إذ غادرت الشقة قبله بلحظات، كما لو أن قلبها أنذرها بالخطر.

القبض عليها قرب مسجد الحسين.. واعتراف صادم

لم ييأس الأخ، وواصل التحري حتى وصل إلى معلومة أخرى تؤكد وجودها بالقرب من مسجد الحسين بحي الجمالية. هناك، تمكن من العثور عليها، واصطحبها دون مقاومة إلى منزله في الوراق، أملاً في معرفة الحقيقة من فمها.

لمدة ثلاثة أيام، التزم الطرفان الصمت. الشقيق يترقب، والفتاة تلتزم الحذر. حتى انهارت أخيرًا واعترفت قائلة: "كنت قاعدة عند واحد اسمه علي". تلك الجملة كانت بمثابة رصاصة الرحمة على علاقتها بالحياة.

لحظة القتل.. الإيشارب يتحول إلى أداة موت

أمسك الأخ الغاضب بإيشارب شقيقته وخنقها به داخل المنزل، ثم جلس بجوار جثتها ينتظر قدوم الشرطة، غير نادم، بل شعر – كما قال لاحقًا – بـ"الراحة بعد قتلها".

بلاغ تلقاه العميد محمد سلامة، مأمور قسم شرطة الوراق، أفاد بوجود جريمة قتل بشارع ترعة السواحل. انتقلت قوة من القسم برفقة المقدم هاني مندور رئيس المباحث، وعُثر على جثة المجني عليها، ملفوفة بإيشارب حول رقبتها، ولا توجد بها إصابات سوى "حز عنقي".

جلس الشقيق بجوار الجثة بوجه جامد قائلاً: "أنا اللي خنقتها، وساكت مستنيكم... علشان أرتاح من كلام الناس".

الاعتراف أمام النيابة

أمام العقيد مجدي موسى، مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم، أقر المتهم بتفاصيل الجريمة، مدعيًا أن الدافع هو "سوء السلوك"، مؤكداً أنه راقب شقيقته وتوصل لحقيقة علاقتها بأحد الأشخاص، فقرر التخلص منها.

تم اقتياد المتهم إلى النيابة العامة تحت إشراف فريق من مباحث الوراق، وتمثيل الجريمة بمسرح الواقعة، حيث تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للتحقيق، وسط مطالبات واسعة بتطبيق القانون، ووقف جرائم الشرف التي تُنهي حياة النساء في لحظة غدر.