الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

فضيحة تسريبات أمنية تهز إدارة ترامب: إدراج صحفي في محادثة حساسة حول ضرب الحوثيين يثير غضب الكونجرس

ترامب ووزير دفاعة
-

في واقعة غير مسبوقة هزت أروقة السياسة والأمن القومي في الولايات المتحدة، كشفت صحيفة ذا أتلانتيك الأمريكية أن رئيس تحريرها "جيفري غولدبرغ" تم إدراجه عن طريق الخطأ في محادثة سرية للغاية عبر تطبيق "سيغنال" المشفر، ضمت كبار مسؤولي إدارة ترامب حول الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

كيف بدأ التسريب الخطير؟

بدأت القصة حين أطلق مايك والتز، مستشار الأمن القومي، سلسلة رسائل على تطبيق Signal تضمنت معلومات عسكرية حساسة بشأن عمليات ضرب الحوثيين، وشارك فيها شخصيات من الصف الأول في إدارة ترامب، مثل:

  • نائب الرئيس جي دي فانس

  • وزير الخارجية ماركو روبيو

  • وزير الدفاع بيت هيغسث

  • مديرة الاستخبارات تولسي غابارد

  • ستيفن ميلر مستشار ترامب

  • ممثل عن الـ CIA

  • رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز

لكن المفاجأة الصادمة كانت عندما وجد الصحفي جولدبرج، نفسه مضافًا إلى المجموعة، دون أي دور رسمي في الإدارة أو صفة أمنية!

الكونجرس يشتعل: "يجب أن تسقط رؤوس كبيرة"

ردود الفعل السياسية جاءت غاضبة وعنيفة، حيث اعتبر أعضاء بارزون في الكونغرس أن ما حدث هو "خرق للأمن القومي الأمريكي" لا يمكن السكوت عليه.

كريس ديلوزيو، عضو لجنة القوات المسلحة:

"هذا خرق صارخ ويجب أن تسقط رؤوس... نطالب بتحقيق فوري وجلسة استماع عاجلة".

سارة جاكوبس، من كاليفورنيا:

"هذا ليس مجرد خطأ إداري، هذا استهتار يستوجب الطرد الفوري للمسؤولين".

مارك وارنر، عضو لجنة الاستخبارات:

"هذه الإدارة تتلاعب بأسرار الدولة... وهذا يضع حياة الأمريكيين في خطر".

ردود دفاعية ومطالبات بالمحاسبة

ورغم أن مجلس الأمن القومي أقر بأن الرقم أُضيف "عن غير قصد"، إلا أن المسؤولين الجمهوريين والديمقراطيين اتفقوا على ضرورة محاسبة المسؤولين، مع اختلاف في درجة اللهجة.

دون بيكون، جمهوري وعميد سابق بالقوات الجوية:

"الخطأ قد يحدث، لكن مشاركة بيانات سرية في تطبيق غير آمن أمر لا يُغتفر".

مايك لولر، جمهوري:

"يجب وضع ضمانات صارمة لعدم تكرار مثل هذه الكارثة".

جيم هايمز، من لجنة الاستخبارات:

"لو ارتكب موظف صغير هذه الجريمة لفقد تصريحه الأمني فورا وتم التحقيق معه جنائيًا".

الصورة التي كشفت المستور

صحيفة ذا أتلانتيك نشرت لقطة شاشة من المحادثة السرية، في خطوة لاقت جدلًا واسعًا، لكنها أكدت من خلالها صدق الواقعة، وهو ما أجبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، على الاعتراف بـ"الخلل" وبدء مراجعة داخلية.

وفق تقارير مسربة، من المتوقع أن يعقد الكونجرس جلسة استماع خلال أيام، كما يجري البنتاغون مراجعة أمنية موسعة لجميع قنوات الاتصال الداخلي، خاصة في ما يتعلق بتطبيقات التراسل غير الرسمية مثل "سيغنال" و"واتساب".

هشاشة أنظمة الأمان الإلكتروني في أعلى مستويات صنع القرار الأمريكي

تسلط هذه الفضيحة الضوء على هشاشة أنظمة الأمان الإلكتروني في أعلى مستويات صنع القرار الأمريكي، وتعيد طرح التساؤلات حول مدى جاهزية إدارات كبرى في التعامل مع المعلومات المصنفة "سري للغاية"، خاصة في قضايا تمس الأمن القومي، مثل الملف اليمني وضرب الحوثيين.

فهل تكون هذه الواقعة بداية لتغييرات جذرية في قواعد العمل الأمني داخل البيت الأبيض؟ أم أنها حلقة جديدة في سلسلة من الإخفاقات التي لم تتوقف منذ سنوات؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.