الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الفنون

كفاية هرتلة.. ده مش زوقنا!” صرخة شعبية ضد التريندات المفروضة واستعراضات التفاهة في الإعلام والفن

رامز جلال  ومحمد رمضان
-

لسنين طويلة، صرخ المصريون بصوت واحد: "غيروا الأسلوب.. ارحمونا من التفاهة المفروضة علينا"، لكن لا حياة لمن تنادي. في زمن أصبحت فيه الألوان الصاخبة والفلوس الكتير وسرقة التريند بديلًا عن الفن الحقيقي، يُفرض على الناس نجوم ومسلسلات وأفكار لا تشبههم، لا تمثلهم، ولا حتى تحترم ذكاءهم.

نجم التريندات القسرية.. ألوان صاخبة وعقول خاملة

موقع بصراحة | سامح حسين يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بسبب برنامجه قطايف ..  التفاصيل

يخرج علينا "نجم" يبلغ من العمر 60 عامًا، بشعر مصبوغ بالأحمر والأزرق والأصفر، ليفرض وجوده على الشاشات، وقت الفطار تحديدًا، في التوقيت الذهبي اللي بيخطف الانتباه، كأننا بنتفرج عليه بـ"الإجبار". ملايين الدولارات تُصرف عشان "يعلم ولادنا الهبل"، في مشاهد مكررة مليانة صراخ وابتذال وسذاجة، ولا أحد يراجع ولا يحاسب، لأن التريند هو الحاكم الفعلي.

وبينما يظن البعض أن كثرة المشاهدات دليل على الحب، الناس فاهمة اللعبة كويس، وبتقولها بصوت عالي: "إنت مش محبوب.. إنت متفرض علينا، زي إعلان رمضان اللي مش بنلحق نفطر من كتر ما هو بيزعق".

من ضحية رامز جلال اليوم السبت 22 مارس 2025؟، نجم نادي الزمالك - موقع زائد

صانع البلطجة.. والواعظ المفاجئ

وفي الزاوية التانية، نجم آخر بدأ رحلته بتقديم أدوار البلطجة والعنف، في أفلام زي عبده موته والألماني، وغرس في أذهان جيل كامل صورة مشوهة عن القوة والشهامة. فجأة، قرر يغني!، وبعدها، تحول بقدرة قادر إلى "فاعل خير"، يوزع فلوس ويكسب الناس جوائز، ويتحول في نظر جمهوره إلى "منقذ".

بس السؤال المنطقي:
فين كان الخير ده لما كنت بتتمنظر علينا بفلوسك وعربياتك وقصورك؟
فين التواضع لما كنت بتصدّر لنا صورة الكسب السريع والتفاخر الفارغ؟
هل الفلوس كفيلة تمحي كل الأذى اللي اتزرع؟

سامح حسين.. نموذج الفطرة اللي انتصر

وسط كل ده، ما شاء الله، تظهر نقطة ضوء حقيقية. شخص بسيط، مالوش في المسابقات، ولا التريندات، ولا بيصرّف ملايين على استعراضات. شخص داخل بقلب نظيف ووجه طيب، وكسب الناس في لحظة، لأن المصريين مهما كان الضغط، بيميزوا الأصل من الاستعراض.

الناس ما كانتش بتدور على أكشن ولا صراخ، كانوا مستنيين حد يمثلهم بجد، من غير تكلف ولا تصنّع، و"سامح حسين" (أو غيره من أصحاب الطلة الطيبة والموهبة النظيفة)، كان التوقيت معاه مثالي عشان يقول:

Mix (mix_human@) / X

"ده زوقنا الحقيقي.. مش الهرتلة اللي كنتوا بتفرضوها علينا!"

الرسالة وصلت.. بس متأخرة

الناس قالتها مليون مرة: "إحنا مش سذج"، لكن للأسف، أصواتهم كانت بتغرق وسط ضجيج المال والتريند والمصالح.
والنهاردة، لما الطيب ينتصر، والناس تفتح قلوبها ليه من غير إعلان مدفوع ولا حملة، بتكون الرسالة أوضح من أي وقت فات:

"إحنا بنختار.. وإحنا عارفين مين اللي يستاهل يدخل بيوتنا، ومين اللي مكانه الحقيقي في النسيان."

كفاية بقى استهبال على ذوق الشعب.
كفاية فرض نماذج بتستخف بعقول الناس.
اللي ليه جمهور بجد مش بيشتريه، واللي بيحب الناس بيكون زيهم، مش فوقهم.