ترامب يسعى لاستعادة علاقته مع كيم جونغ أون رغم التصعيد الصاروخي لكوريا الشمالية

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لاستئناف الاتصالات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم التصعيد العسكري الأخير والتجارب الصاروخية التي أجرتها بيونج يانج.
تصريحات ترامب جاءت خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي، حيث أكد أنه لا يزال يحتفظ بعلاقة "جيدة" مع كيم، لكنه وصف كوريا الشمالية مجددًا بأنها "قوة نووية"، في إشارة إلى نفوذها المتزايد في الساحة الدولية.
تصعيد عسكري جديد من كوريا الشمالية
في الأيام القليلة الماضية، أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية لأول مرة منذ إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير.
التجارب الصاروخية تأتي في ظل تصاعد التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن، حيث انتقدت كيم يو جونج، شقيقة كيم جونج أون وصاحبة النفوذ القوي، إدارة ترامب بسبب ما وصفته بـ"الاستفزازات المتكررة".
شقيقة كيم أكدت أن هذه الاستفزازات دفعت كوريا الشمالية إلى تعزيز قدراتها النووية "لردع أي تهديد أمريكي محتمل".
هل يسعى ترامب إلى مفاوضات جديدة مع كيم؟
عند سؤاله عن خططه لإعادة العلاقات مع كيم، قال ترامب:
"لدي علاقة رائعة مع كيم جونج أون، وسنرى ما سيحدث، لكنه بالتأكيد قوة نووية."
تصريح ترامب يعيد إلى الأذهان موقفه خلال ولايته الأولى، عندما التقى بكيم ثلاث مرات في محاولات فاشلة لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي.
لكن هذه المرة، يبدو أن ترامب قد يغيّر استراتيجيته، إذ أشار إلى أنه قد يسعى إلى محادثات "لخفض عدد الأسلحة النووية" بدلًا من نزعها بالكامل، وهو ما أثار تساؤلات حول التحولات المحتملة في سياسة واشنطن تجاه بيونج يانج.
موقف الإدارة الأمريكية من نزع السلاح النووي
رغم حديث ترامب عن إمكانية التفاوض، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي لا يزال هو "النزع الكامل للأسلحة النووية الكورية الشمالية"، تمامًا كما سعت واشنطن خلال الولاية الأولى لترامب.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظراؤه من اليابان وكوريا الجنوبية في 15 فبراير الماضي "التزامهم الحاسم بنزع كامل للسلاح النووي" في شبه الجزيرة الكورية، معتبرين أن أي تراجع عن هذا الموقف سيكون بمثابة تهديد مباشر للأمن العالمي.
ماذا تعني تصريحات ترامب لمستقبل العلاقات مع كوريا الشمالية؟
هناك عدة سيناريوهات محتملة بناءً على تطورات المشهد الحالي:
إعادة المحادثات الدبلوماسية:
إذا أبدى كيم استعداده للتفاوض، فقد تشهد الفترة المقبلة جولات دبلوماسية جديدة، لكن وفق شروط مختلفة هذه المرة.
مواصلة التصعيد العسكري:
مع استمرار بيونج يانج في إجراء تجارب صاروخية، قد تتجه واشنطن نحو فرض عقوبات جديدة أو تعزيز التعاون العسكري مع اليابان وكوريا الجنوبية.
نهج جديد يعتمد على "احتواء" كوريا الشمالية بدلًا من فرض شروط قاسية عليها، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الدولي المرتبط بروسيا والصين.
هل يعود الدفء إلى العلاقة بين ترامب وكيم؟
تصريحات ترامب حول كوريا الشمالية قد تعكس رغبته في تبني نهج أكثر مرونة هذه المرة، بدلًا من فشل المحاولات السابقة لنزع السلاح النووي.
لكن مع استمرار بيونج يانج في استعراض قوتها الصاروخية، هل سيتجه ترامب نحو "صفقة كبرى" جديدة، أم أن التوتر سيظل سيد الموقف؟