الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

سيطرة تركية علي وسوريا : اتفاقية دفاع مشترك قواعد عسكرية ومقاتلات F-16 لتركيا في سوريا

تركيا وسوريا
-

تشهد العلاقات التركية-السورية تحولًا استراتيجيًا لافتًا، حيث تتجه أنقرة ودمشق إلى توقيع اتفاقية دفاع مشترك، تتضمن إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في سوريا، إلى جانب نشر 50 مقاتلة من طراز F-16 لدعم القوات الجوية السورية وتعزيز أمن البلاد ضد أي تهديدات خارجية. تأتي هذه التطورات في ظل متغيرات إقليمية متسارعة، خاصة مع تصاعد النفوذ الإسرائيلي في هضبة الجولان، والتوتر المستمر في المنطقة.

تفاصيل الاتفاقية العسكرية بين تركيا وسوريا

وفقًا لما نقلته صحيفة Türkiye التركية، فإن الاتفاقية تتضمن عددًا من البنود التي تعكس تحولًا جوهريًا في السياسة العسكرية بين البلدين، وتشمل:

  • تدريب الجيش السوري وطياريه على أحدث الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.
  • تزويد دمشق بطائرات بدون طيار، ورادارات، وأنظمة حرب إلكترونية لتعزيز المراقبة والدفاعات الجوية، خاصة على الحدود مع إسرائيل.
  • إقامة قاعدتين عسكريتين تركيتين في سوريا، لضمان وجود دفاع مشترك يساهم في تأمين الأراضي السورية من أي تهديدات محتملة.
  • نشر 50 مقاتلة من طراز F-16 تابعة لسلاح الجو التركي، حتى اكتمال بناء القدرات الجوية السورية، وذلك لردع أي محاولات استهداف لسوريا.

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على المنطقة

جاء الإعلان عن هذه الاتفاقية بعد تقارير متعددة تحدثت عن قيام إسرائيل بإنشاء قواعد عسكرية في المنطقة العازلة بهضبة الجولان، وفقًا لما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

في ظل هذه المستجدات، يرى المراقبون أن التحرك التركي في سوريا يأتي ضمن استراتيجية إقليمية أوسع، تهدف إلى:

  1. تعزيز النفوذ التركي في المنطقة، من خلال بناء تحالفات عسكرية جديدة.
  2. الحد من التمدد الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.
  3. ضمان استقرار سوريا أمنيًا عبر الدعم اللوجستي والعسكري المباشر.
  4. إقامة مناطق نفوذ جديدة لتركيا داخل سوريا، مما قد يعزز دورها في أي تسوية سياسية مستقبلية للصراع السوري.

ردود الفعل الدولية على الاتفاقية التركية-السورية

لم يصدر حتى الآن رد رسمي من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية حول هذه الاتفاقية، إلا أن مراقبين يتوقعون أن تثير قلقًا إسرائيليًا وأمريكيًا، نظرًا لأن الاتفاق يمنح تركيا نفوذًا أكبر داخل الأراضي السورية، وهو ما قد يؤثر على موازين القوى في المنطقة.

مستقبل العلاقات بين أنقرة ودمشق

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، شهدت العلاقات بين تركيا وسوريا توترًا شديدًا، حيث دعمت أنقرة فصائل المعارضة ضد الحكومة السورية. لكن التطورات الأخيرة تشير إلى إعادة رسم التحالفات الإقليمية، حيث بدأت تركيا في تطبيع العلاقات مع دمشق، مدفوعة بمتغيرات سياسية وأمنية جديدة.

ويرى محللون أن هذه الاتفاقية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون التركي-السوري، خاصة في ظل تزايد التهديدات الأمنية المشتركة، والحاجة إلى استقرار المنطقة.

خطوة مفصلية تعيد ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط

في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، تبقى الاتفاقية العسكرية بين تركيا وسوريا خطوة مفصلية قد تعيد ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط. وبينما تسعى أنقرة لتعزيز نفوذها عبر دعم دمشق، يبقى السؤال الأهم: هل يمهد هذا الاتفاق لإنهاء الصراع في سوريا، أم أنه مجرد خطوة تكتيكية ضمن التنافس الجيوسياسي في المنطقة؟